افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، معرض عمارة المسجد النبوي الذي يستعرض تاريخ التوسعات التي شهدها المسجد منذ بنائه في عهد النبي ﷺ مروراً بعصر الخلفاء الراشدين والعصور المتعاقبة حتى العهد السعودي الزاهر، بالإضافة إلى بعض المقتنيات والقطع الأثرية النادرة المرتبطة به.
وخلال الافتتاح الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المنطقة؛ أشاد الأمير فيصل بن سلمان، بالمعرض الذي يُعدّ نواة لعدد من المتاحف والمعارض المهتمة بالإرث التاريخي والإسلامي للمدينة المنورة والتي ستسهم بمشيئة الله في إشباع فضول زوار المدينة النبوية وتثري رحلتهم إلى المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين.
وأشار سموه إلى أن عمارة المسجد النبوي على امتداد العصور غنية بتفاصيلها ومكوناتها المعمارية والثقافية والتاريخية وهو ما يترجم إحدى جوانبه هذا المعرض من خلال عرض مكونات ومقتنيات المسجد المعروضة ليكون بداية لسلسلة من المعارض الجديدة كمتحف السلام الذي يجرى إنشاؤه غرب المسجد النبوي الشريف.
وأكد سمو أمير منطقة المدينة المنورة أن المعرض سيعمل بشكل مباشر على حفظ وتوثيق تاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف منذ عهد النبوة إلى وقتنا الحاضر، ليؤكد على ملامح عناية ورعاية هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – للإرث الحضاري والتاريخي للمسجد النبوي الشريف وهو ما يمثل المنهج الذي أرساه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – في المدينة المنورة بأن لا يتم تغيير أو إزالة أي مظاهر ثقافية أو حضارية أو تراثية تخصّ عمارة المسجد النبوي بل تبقى على حالها ويتم رعايتها وصيانتها والبناء عليها، معرباً عن اعتزازه بالدور الثقافي لمعرض عمارة المسجد النبوي الشريف وما يُبرزه من عروض متحفية ثرية، منوهاً ببرامج صيانتها وترميمها والعناية بها تحت إشراف متخصصين متمكنين في هذا الجانب لإعادة عرض مكونات عمارة ثاني الحرمين الشريفين بشكل يتناسب مع مكانتها، فضلاً عن دور ذلك الأمر في رفع مستوى الوعي الثقافي بالحضارة الإسلامية لدى زوار هذه البلاد المباركة.
ويستهدف المعرض إبراز الجوانب المعمارية للمسجد النبوي الشريف، ويسلط الضوء على خصوصيته ومكانته، وفضل عمارته، وما يمتاز به من خصائص عمرانية، بالإضافة إلى عرض نماذج معمارية وتاريخية فريدة من أهمها منبر قايتباي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ٦٠٠ عام، إضافة إلى عدد من المقتنيات الثمينة المودعة في المعرض، ويستخدم المعرض، التقنيات الحديثة لعرض المحتويات، ويعتمد على بيان تسلسل عمارة المسجد النبوي بلغات متعددة.
يُذكر أن المعرض يمثل منصة متكاملة تُهيئ التصور التاريخي مع المشاهدة والمعاينة الواقعية للمسجد النبوي الشريف بالاعتماد على التفاصيل العلمية والمعرفية وبالتعاون مع عدد من الجهات ومنها على سبيل المثال مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”.